أعلن إنستقرام رسمياً عن إنهاء أحد أكثر حالات الجفاف التقني إرباكاً بإطلاق تطبيق مخصص للآيباد، وهي خطوة طالب بها المستخدمون منذ ظهور الجهاز اللوحي. هذا ليس مجرد نقل بسيط؛ إنه تطبيق مصمم بعناية يستفيد من مساحة الشاشة الواسعة للآيباد لتحويل طريقة تفاعلنا مع المحتوى الاجتماعي. لسنوات، كان أصحاب الآيباد عالقين مع نسخة مكبّرة من تطبيق الآيفون أو الواجهة على الويب، لكن ذلك العصر انتهى بشكل قاطع.
تم تصميم إنستقرام للآيباد من الصفر لإعطاء الأولوية للترفيه والتواصل على شاشة أكبر. من الواضح أن الشركة حلّلت أنماط الاستخدام الحديثة، مما أدى إلى واجهة تشعر بأنها مألوفة ومحسّنة بشكل منعش في نفس الوقت.
عند فتح التطبيق، تنغمس على الفور في محتوى ريلز. يضع إنستقرام هذا كتجربة "استرخاء" مثالية للجهاز اللوحي، مما يسمح لك بالغوص في محتوى الفيديو القصير دون أي عوائق. يتم استكمال التشغيل على الشاشة الكاملة بشريط جانبي ذكي للتعليقات، حتى تتمكن من التفاعل دون مقاطعة مشاهدتك.
إضافة بارزة هي علامة التبويب الجديدة "متابَع"، والتي تستجيب مباشرة لطلبات المستخدمين للحصول على مزيد من التحكم في خلاصتهم. وهي تقدم ثلاثة طرق عرض متميزة:
والأهم من ذلك، يمكنك تخصيص ترتيب هذه الخلاصات، ووضع ما يهمك أكثر في المقدمة.
يستخدم التطبيق مساحة الشاشة بذكاء لتقليل عدد النقرات. تظهر رسائلك المباشرة وإشعاراتك في طرق عرض متعددة الأعمدة، مما يتيح لك تصفح المحادثات مع إبقاء دردشة مفتوحة. يتم وضع القصص بأناقة في الأعلى، والتصفح الأساسي دائمًا على بعد نقرة واحدة في الشريط الجانبي.
أبعد من الميزات المحددة، تمت إعادة معايرة تجربة المستخدم بأكملها لتتناسب مع حجم الآيباد. لقد ولّى إحباط التكبير والتصغير على تطبيق هاتف ممدود. تحرير الصور ومقاطع الفيديو، الذي كان دائمًا أمرًا ضيقًا على الهاتف الذكي، أصبح لديه الآن مساحة للتنفس. يمتد هذا التصميم الفلسفي إلى الاستهلاك؛ مشاهدة ريلز أو التمرير عبر خلاصتك أصبح يشعر بأنه أكثر سينمائية وأقل ضيقًا، مما يحول الآيباد إلى مركز ترفيهي مخصص لعالمك الاجتماعي.
كان الطريق إلى هذا الإطلاق معقدًا للغاية. لأكثر من عقد من الزمان، كان قادة إنستقرام، بما في ذلك الرئيس آدم موسيري، يحيدون مرارًا وتكرارًا عن الأسئلة حول تطبيق للآيباد، مستشهدين بنقص الموارد أو الأولوية. هذه الفجوة حفزت حتى صناعة صغيرة لتطبيقات الطرف الثالث التي حاولت ملء الفراغ. يشير التحول في الاستراتيجية إلى إدراك أن استخدام الجهاز اللوحي، خاصة لاستهلاك المحتوى، يمثل جمهورًا مهمًا ومتفاعلاً كان يتم خدمته بشكل غير كافٍ. من المرجح أن يكون تركيز ميتا الأخير على جلب تطبيقاتها إلى المزيد من المنصات، مثل واتساب للآيباد، قد مهد الطريق لهذا التطور المتأخر منذ زمن طويل.
الإطلاق عالمي ويحدث الآن. لتحميل التطبيق، ما عليك سوى التوجه إلى متجر التطبيقات على أي آيباد يعمل بنظام iPadOS 15.1 أو إصدار أحدث – وهو متطلب يغطي معظم الأجهزة من السنوات القليلة الماضية. التحميل مجاني، وسيقوم تسجيل الدخول بمزامنة حسابك الحالي وخلاصتك ورسائلك بسلاسة. تم تصميم الانتقال ليكون فوريًا، مما يسمح لك بالاستمرار من حيث توقفت، ولكن على لوحة رسم أكثر قدرة بكثير.
هذا الإطلاق هو أكثر من مجرد اللحاق بالميزات؛ إنه بيان عن الهوية المتطورة لإنستقرام. قرار جعل ريلز هو الوضع الافتراضي يؤكد تحول المنصة الاستراتيجي نحو الفيديو والمنافسة المباشرة في ساحة المحتوى القصير. بالنسبة للمبدعين، تقدم الشاشة الأكبر إمكانيات جديدة للتحرير والتفاعل. بالنظر إلى المستقبل، يمكن أن يبشر هذا بعصر جديد من ميزات التواصل الاجتماعي المصممة أولاً للجهاز اللوحي، مما يؤثر على كيفية تفكير المنصات الأخرى في تجاربها الخاصة على الأجهزة اللوحية. ربما كان الانتظار طويلاً، لكنه أدى إلى تطبيق لا يكرر فقط تجربة الهاتف – بل يعيد تعريفها في سياق جديد، مما يثبت أن الأشياء الجيدة تأتي حقًا لمن ينتظر، خاصة عندما تكون النتيجة منفذة بهذه العناية.